وافادت وكالة
الدفاع المقدس للانباء، ان قائد الثورة الاسلامية اشار الى تصرفات الامريكيين الوقحة بعد الانتخابات الرئاسية في ايران في تشديد الحظر والمزيد من قرع طبول العداء ضد البلاد، داعيا الى مواجهة هذا العداء بخلق اجواء جديدة من التعاون وتكريس الجهود لتحقيق الهدف المشترك وهو تقدم وتطور الجمهورية الاسلامية الايرانية.
وبين ان الانتخابات الرئاسية الايرانية كانت انجازا كبيرا واظهرت قوة الثورة الاسلامية و عمق نفوذ النظام الاسلامي في قلوب ابناء الشعب الايراني مشيرا في الوقت نفسه الى تجاهل الاعلام الدولي لهذا الامر.
واعتبر سماحة قائد الثورة الاسلامية ان من ضروريات تحقيق الاهداف واركاع العدو هو الصمود وبذل الجهود داعيا الجميع الى تقديم المساعدة للمسؤولين في البلاد.
واكد آية الله العظمى السيد الإمام علي الخامنئي ان المعيار السليم في اتخاذ القرارات من قبل المسؤولين الايرانيين هو تكريس المصالح الوطنية واصفا المحاولات التي من الممكن أن تؤدي إلى انقسام الشعب، بانها تجربة خطرة.
وأكد قائد الثورة الإسلامية على ضرورة ألا تخضع المصالح الوطنية للجمهورية الإسلامية الإيرانية للضغوط الخارجية.
وأوضح الإمام الخامنئي أن قوى الإستكبار ستنتهج سبلاً مختلفة للوصول إلى أهدافها، قائلاً: إن إحدى الطرق التي ينتهجها المستكبرون لتحقيق مصالحهم هي تلك المسماة بالـ "المعايير الدولية" كي يتهموا بذلك الدول المستقلة والمقارعة للظلم بخرق هذه المعايير.
وقال قائد الثورة الإسلامية أنهم طرحوا مؤخراً في تصريحاتهم إزاء إيران التي تناولت المعايير الدولية، موضوع "زعزعة الإستقرار في المنطقة" حيث أنه وللرد على ذلك ينبغي القول أولا للأمريكيين ما علاقتكم بهذه المنطقة، وثانياً أنكم أنتم أيها الأمريكيون وعملائكم السبب في زعزعة إستقرار هذه المنطقة.
وأشار الإمام الخامنئي إلى دور أمريكا في إيجاد تنظيم داعش الإرهابي والدعم العسكري واللوجستي الذي يقدم لهذا التنظيم، قائلاً: إن إدعاء تأسيس حلف ضد داعش محض كذب، إلا أن الأمريكيين يعارضون فقدان السيطرة على تنظيم داعش، لكن عندما يريد طرف القضاء على هذا التنظيم، عندها تقف أمريكا بمواجهة هذا الطرف.
وإعتبر قائد الثورة الإسلامية الإتهامات الأخيرة التي وجهها الرئيس الأمريكي لإيران بأنها تدعم الإرهاب، والإتهامات المتعلقة بحقوق الإنسان بأنها جاءت في إطار الطرق التي ينتهجها المستكبرون لتأمين مصالحهم.
وقال الإمام الخامنئي أن الأمريكيين يتحدثون إلى جانب حكام القرون الوسطى والقبليين من حكام السعودية عن حقوق الإنسان في مكان لا يشم فيه حتى ريحاً للديمقراطية، وإتهام الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تعتبر مظهراً من مظاهر حكم الشعب، أمر يبعث على الضحك بحق، وبصمة سوداء ستبقى إلى الأبد في جبين هؤلاء.
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى الرسالة التي بعثها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى المسؤولين الأوربيين في ما يخص الخروقات الأمريكية للإتفاق النووي، قائلاً: إن وزير الخارجية السيد ظريف لا يعارض المفاوضات النووية، لكنه كونه إنسان متدين، ويمتلك ضميراً، ولديه أحساس بالمسؤولية قام بإرسال رسالة شرح فيها الخرق الأمريكي لأصل وروح الإتفاق النووي.
ودعا قائد الثورة الإسلامية "لجنة الإشراف على الإتفاق النووي" إلى القيام بواجباتها بكل دقة وتنفيذ هذه الواجبات بشكل كامل، قائلاً: إن في تقبل الإتفاق النووي قمنا بتحديد بعض الشروط بشكل مكتوب حيث يتوجب على لجنة الإشراف على الإتفاق النووي العمل بدقة لضمان مراعاة هذه الشروط.
وأكد قائد الثورة الإسلامية أن العدو عندما يقف بكل وقاحة في مواجهة الجمهورية الإسلامية ومسؤوليها، فإن أي تقصير من جانب هؤلاء المسؤولين سيؤدي بهؤلاء المسؤولين إلى مزيد من الضعف وقلة الحيلة، ويجعل العدو أكثر وقاحة، لذا ينبغي أخذ كامل الحيطة والحذر.
وإعتبر الإمام الخامنئي تعزيز القدرات العسكرية والأمنية أمراً في غاية الأهمية، مؤكداً على ضرورة الإدارة الصحيحة للبلاد، وإدارة إستغلال الفرص، وكذلك إدارة التهديدات، وتحديد ما يجب القيام به وما لا يجب القيام به.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية بالقول أنه من الطبيعي أن تسعى أمريكا إلى القضاء على عناصر إقتدار إيران مثل حرس الثورة الإسلامية وفيلق القدس، وعليه ستقوم بوضع شروط كتلك التي تطالب بإبعاد حرس الثورة، ومنعه وقوات التعبئة الشعبية من التدخل في القضايا الإقليمية، ومطالبتنا ببناء سلوكنا على هذا النحو، إلا أنه يجب على جميع المسؤولين العمل وخلافاً لرغبة العدو، على تعزيز وتقوية عناصر القوة والإقتدار والكرامة لإيران الإسلامية، مثل القوات المسلحة، وحرس الثورة، والتعبئة وجميع القوى الثورية والمؤمنة.
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى الخلاف مع أمريكا، قائلاً: كثير من هذه الخلافات لا يمكن حلها، لأن مشكلة أمريكا مع إيران ليست متعلقة بقضايا مثل الطاقة النووية، وحقوق الإنسان، بل إن مشكلة أمريكا هي مع أصل الجمهورية الإسلامية.
وقال قائد الثورة الإسلامية أن وصول النظام الإسلامي إلى سدة الحكم في منطقة إستراتيجية وأرض غنية مثل إيران، وإنتهاج سياسات مستقلة، تعتبر عاملاً أساسياً لعداء الأمريكيين للجمهورية الإسلامية.
وتابع الإمام الخامنئي بالقول إن مشكلة الأمريكيين هي مع أصل إستقلال البلاد، وحتى لو جاءت حكومة غير متدينة وغير ثورية لتحكم هذه البلاد، ولكن كونها ستكون مستقلة فإن هذا سيكون كافياً لأن تقوم أمريكا بمناصبتها العداء والتأمر عليها.
وإعتبر قائد الثورة الإسلامية أموراً مثل "حقوق الإنسان، والإرهاب، وإدعاءات زعزعة الإستقرار في المنطقة من قبل إيران" كلها أعذار وحجج يتحجج بها الأمريكييون على النظام الإسلامي، قائلاً: إن أمريكا هي الإرهاب بعينه، وتدعم كياناً مثل الكيان الصهيوني الذي يعتبر لب الإرهاب.
وأضاف الإمام الخامنئي أن أمريكا منذ اليوم الأول لنشأتها قامت على القتل والظلم، والإرهاب، وعليه فإن من غير الممكن التوصل مع أمريكا لحلول للخلافات معها.
وذكر قائد الثورة الإسلامية أن على الأمريكيين أن يعلموا أن الجمهورية الإسلامية سوف لن تتراجع عن مواقفها في مقارعة الظلم، والدفاع عن فلسطين، وأنها سوف تواصل العمل على إحقاق حقوق شعبها.
انتهى/ 421